حسابات وهمية ارعبت المسؤولين والزمتهم البيوت وموجات تلاعبت بالراي العام ولم يسلم الملك من سمومها ..من يديرها ؟




جفرا نيوز - سليمان الحراسيس

على مدار الثلاثة اسابيع الماضية ومنذ ان استعرت موجة الشائعات حول زيارة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الخاصة الى الولايات المتحدة الامريكية واستهداف مؤسسات وشخصيات عسكرية ومدنية تتبعنا العشرات بل المئات من الحسابات الوهمية على فيسبوك تتميز بحداثة انشائها وتشترك جميعها بتداول الشائعات ذاتها ولعبت دورا اساسيا في تفشيها ونشرها على نطاق واسع عبر المنشورات والتعليقات.
تتقمص تلك الحسابات اسماء طبيعية لعشائر اردنية وصور ظننا للوهلة الاولى انها حقيقة وحينما منحنا دقائق معدود للدخول الى تلك الحسابات وتتبعها ، اشتركت بحداثة الانطلاق مع مراعاة فوارق الساعات بينها ، ومساهمتها في تداول الشائعات ، لاغراض متعددة ، ارتكزت في اقناع الراي العام بحقيقتها وإضفاء المزيد من الجدية عبر توسيع تداولها .
يبدو انه عمل منظم ولا يعود لمجموعة من هواة الفيسبوك او من يجدون التواصل الاجتماعي مصدرا للدخل عبر انشاء حسابات وهمية وبيعها لاعلاميين ورجال سياسة وفنانين كما هو معروف ، فتلك الشركات تختص في جانب واحد وهو زيادة عدد المتابعين.
اما الحسابات الاردنية فقد لوحظ انها منظمة وتعمل على انشاء المنشورات وخلق الشائعات والدخول الى تعليقات الاردنيين ومحاورتها بجدية ، بل ان مصدر بعض الفيديوهات والصور التي رافقت الموجة بقي مجهول ، نعتقد انها تقف خلف تسويقها وصناعتها عبر مختصين في الانتاج ، بلغة اخرى ان هناك اشخاص حقيقيون يديرونها بفعالية وانتظام ويخلقون تأطيرا لعملهم ،وانزلق الصحفيين ورجال الاعلام التقليديين خلفهم مجبرين على التعامل مع ما يبثونه بعدما فتكت الشائعات ببيوت الاردنيين وتسللت الى داخلها ، بموازاة ترهل وضعف الدوائر الاعلامية الرسمية،واهتزاز المسؤولين وتفضيلهم الصمت مرتعبين من ان تطالهم الموجة.
احدى الحسابات الوهمية التي قمنا بتتبعها وعلى سبيل الذكر لا الحصر ، قامت بالتعليق ومناقشة مجموعة اخرى من الاردنيين على فيسبوك ، وتحمل اسم "ابو عبدالله..." ، وكان محور النقاش زيارة الملك الى امريكا ،فلم يسلم الملك من سمومه ، وحين الدخول الى الحساب تبين انه انشئ منذ 3 ساعات فقط ووضع صورة لشخص حقيقي ، وبعد يومين فقط عدنا للدخول للحساب لنكتشف انه تم حذفه.
يفشي مصدر موثوق ان العديد من شكاوى الجرائم الالكترونية المقدمة من شخصيات معروفة يتم اغلاقها ،والسبب : وهمية.
فحقنا ان نتساءل عن هوية الجهة المستفيدة من التلاعب في الراي العام ؟ ، وتجييشه على قضايا وإغفال قضايا وطنية اخرى ؟ ، ولصالح من تعمل تلك الحسابات ؟ ، ولماذا تقف بعض الجهات المعنية مكتوفة الايدي عن ردعها وكشف حقيقتها ؟.
لنعود بالذاكرة الى الايام الماضية ونساءل ، من هو المسؤول الاردني الذي يتحرك بحرية تامة ويتنقل بين الدوائر والمؤسسات والمحافظات ويخرج بتصريحات اعلامية لاقت دعما شعبيا على "الفيسبوك" ، نعم فقد اصبح الاخير نبض الشارع الوهمي ومصدرا يُستأنس بقراءاته السطحية حين اتخاذ القرارات الداخلية في مطبخ صنع القرار الاردني  ، دون التعمق بكيفية التلاعب في الراي العام.