الأردنيون مستاؤون من تحذيرات السفارة الأمريكية.. وإرباك محلي من دون مبرر


وكالة طنش وامشي- أربكت التحذيرات التي اطلقتها السفارة الامريكية في نهاية الاسبوع الماضي الشارع الاردني، فقد لجأت السفارة الى دعوة رعاياها إلى تجنب الذهاب للمراكز التجارية من اجل تهديدات محتملة تستهدف تلك الاماكن، ودعت الامريكيين الى تجنبها في الايام القادمة، واتخاذ اقصى درجات الحذر في هذا الاطار. ولم تكن المرة الاولى للسفارة الامريكية بان تصدر مثل هذه التحذيرات التي لا يُعرف طبيعة المعلومات التي استندت اليها باصدار البيان والتحذيرات من دون ذكر مصدر التحذير التي بينت السفارة بانها "ذات مصداقية".

حالة من الارباك عمت الشارع الاردني في الايام الماضية التي تبعت تحذيرات السفارة الامريكية، وحسب مراقبين فان المشكلة الكبرى لا تقف فقط عند ارباك الشارع، وانما نجاح "عصابة داعش" في بث حالة من "الشوشرة" والرعب بين المواطنين الاردنيين، خاصة ان الاردن تخوض في الفترة الحالية حربا شرسة ضد "داعش"، وان الاخيرة قد قامت بالتهديد بالانتقام كرد على الهجمات التي شنتها الاردن من خلال غاراتها الجوية في سورية.

السفارة الامريكية لم تقتنع بتصريحات المتحدث باسم الحكومة الدكتور محمد المومني بان " الاردن يواصل اتخاذ الاجراءات الضرورية لضمان امن السكان بالنظر الى الوضع الاقليمي"، واصرت على اصدار البيان التحذيري الذي لاقى هجوما شرسا من ناشطي مواقع تواصل اجتماعي تحديدا.

وردا على تحذيرات السفارة الامريكية عقبت النائب هند الفايز عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي انه ومن دون تلك التصريحات غير المدروسة يعاني الاردن من وضع اقتصادي صعب، إضافة إلى إقباله على موسم صيف سياحي، معولين على ان يساعد اقتصادنا الذي يعاني تبعات القرارات غير المدروسة. وأكدت الفايز أن تلك التصريحات تسببت بإلغاء 20 % من حجوزات السياحة، مضيفة: 'هل المليار دولار اليتيم الذي قدمته امريكا كمساعدة وليس كمنحة سيعوضنا بعد هذه التصريحات!' ولفتت إلى أنها ستقوم بتوجيه سؤال لوزير الخارجية تحت القبة، تحت بند ما يستجد من أعمال هذا الاسبوع، مفاده ' من أعطى الحق لأمريكا أن تقوم بهذا التصريح من دون العودة لنا، وتبرير وتوضيح هذا الموقف قبل نشره'. وأكدت الفايز أن الأردن دولة ذات سيادة، 'ولا يحق لهم التدخل بشأننا الداخلي وارباك شارعنا من دون وجود البينة والمعلومة التي يعتمدون ويستندون إليها في هذه التصريحات المؤرقة غير المستندة إلى واقع!'

وأكد مصدر امني بان التحذيرات التي اطلقتها السفارة الامريكية تعد شأنا خاصا بهم وتتعلق بالسفارة وتستهدف رعاياها، وليس بالضرورة أن لديها مؤشرات حول أمر بعينه، مشيرا الى أن الأجهزة الأمنية هي العين الساهرة على راحة وأمن المواطنين، وتعمل بكل يقظة وحرص عاليين.

وشدد المصدر على أن الإجراءات التي تتخذها الأجهزة مكثفة وتتم مراجعتها، وتأتي لتحقيق غايتين أمن المواطن، وعدم التضييق عليه في الوقت ذاته. ونسبت السفارة لمحللين رأيهم "أن تهديدا ذا مصداقية دعا الى التحذير، على الرغم من أن الإطار الزمني الممكن ونوع التهديد غير معروفين"، وتابعت "وقد اتخذت الحكومة الأردنية خطوات لزيادة الأمن في هذه المواقع". واضافت السفارة " صدرت تعليمات لموظفي السفارة الأمريكية وأفراد الأسرة بتجنب هذه المواقع كاجراء احتياطي في الأيام المقبلة، ويُنصح المواطنون الأمريكيون من القطاع الخاص على أن تحذو حذوها".

وقالت:أعربت الجماعات المتطرفة مرارا وتكرارا رغبتها في مهاجمة ما يسمى الأهداف السهلة، مثل مراكز التسوق "المولات" والمطاعم في الأردن، ويجب على المواطنين الأمريكيين توقع رؤية زيادة الوجود الأمني في هذه المنشآت في جميع أنحاء الأردن، وخاصة في عمان".

وزادت "نحن نشجع مواطني الولايات المتحدة بالتعاون مع جميع انواع تفتيش، المركبات والشخصية، من قبل الشرطة والأمن الخاص"، وقالت: "ينبغي للمواطنين الأمريكيين المقيمين او الزائرين للأردن التيقظ إزاء أمنهم الشخصي والتأهب للتطورات الأمنية المحلية".

ونصحت السفارة الامريكية رعاياها بالحفاظ على وثاثق السفر صالحة والتسجيل بوزارة الخارجية من خلال برنامج الانتساب المسافر الذكي، وقالت لهم "من خلال التسجيل تجعل من السهل على السفارة للاتصال بهم في حالة الطوارئ".

من جهة أخرى، بين المومني أن الأردن مستمر باتخاذ الإجراءات الأمنية والاحترازية التي تضمن أمن وسلامة المواطنين في ظل الأوضاع الإقليمية.

وأوضح المومني تعقيبا على تحذير السفارة الأمريكية لرعاياها بتجنب ارتياد مراكز التسوق الراقية أن الدول تصدر مثل هذه التحذيرات طوال الوقت.