وضعه شقيقه داخل كيس وأغلق عليه وتركه.. عناية الله أنقذت هذا الطفل من الموت



وكالة طنش وامشي- لا يبلغ النشوة إلّا إذا ضربته"، هذه باختصار طبيعة العلاقة الجنسيّة التي تربط منال بحبيبها، حقيقة لم تتقبّلها بداية لكنها سرعان ما انجرفت وراءها، وتمسّكت بها حفاظاً على مشاعر الحبّ التي تملّكتها وسيطرت على عقلها وكيانها، فابتعدت تدريجاً عن محيطها، وباتت كتومة حول تفاصيل ذلك الحبّ الهائج، وأسيرة تلك العلاقة التي لا تكتمل إلّا تحت سطوة العنف.

اضربيني لأحبّك
تعرّفت منال إلى كامل منذ نحو ثلاث سنوات، كانت وقتذاك في منتصف العقد الثاني من العمر، وهو في أواخره، وما أن توطدت العلاقة حتى صارحها بحقيقة صدمتها. تقول منال لـ"النهار": "بعد أشهر على بدء العلاقة، صارحني، قال لي إنه لا يمكنه ممارسة الجنس بطريقة طبيعيّة، وأن عليّ أن أضربه حتى يصل إلى النشوة، وحتى نتمكّن من المضي قدماً في هذه العلاقة".

إلى جانب الصدمة، كان لدى منال من الفضول والاهتمام والحبّ ما يكفي للغوص في هذه العلاقة، وتقول: "أجريت بحوثاً حول الموضوع واطلعت على الأسباب التي تدفع الإنسان إلى ممارسات مماثلة لأتمكّن من تلبية رغباته. أنا في طبيعتي إنسانة ضعيفة ولا أميل إلى العنف أو الصراخ، كان يريدني أن أكون قويّة وأن أضربه، فهو يريد أن يكون عبداً لديّ في العلاقة الجنسيّة".

بالسوط والأصفاد المعدنيّة
في الفترة الأولى، كان الضياع سيّد الموقف في علاقة هذا الثنائي، كانت منال تخبر صديقتها تفاصيل تلك العلاقة الغريبة وتستشيرها. لم تستطع التأقلم مع حاجات ورغبات كامل. فماذا حصل؟ تقول منال: "لم أستطع أن أكون تلك الفتاة القويّة التي يرغب فيها، لم أقدر على إشباع رغباته كلّها، لم أتأقلم مع الأمر، كنّا نتشاجر دائماً، وكانت العلاقة تمرّ بمطبّات كثيرة إلى أن قرّر تركي ليبحث عن أخرى".

انفصلا لنحو السنة، ولكن منال كانت تلاحقه وتراقبه وتطارده. بات كامل هوسها، تسهر في الأماكن التي يرتادها، تقصد النادي الرياضي نفسه، تقصد الدرب الذي يقود إلى منزله علّها تلمحه، إلى أن قرّرا العودة إلى بعضهما. وتتابع منال: "أنا أحبّه وأريده لي، لم أتقبّل فكرة أن يكون مع فتاة أخرى، صرت أحبّ هذه العلاقة وأتقبّلها، كنت أريد أن أكون تلك الفتاة التي يريد لكي يتعلّق بي ولا يتخلّى عني، صرت أشتري الملابس الداخليّة الجلديّة والسوط والأصفاد المعدنيّة وكلّ ما يمكن أن يثيره. وتدريجاً أصبحت الأمور عادية، صرت أصرخ عليه من دون أن أشعر بغرابة، وأضربه بالكعب وبالسوط، وأعامله كأنه كلب أو عبد لديّ، فأصحبت علاقتنا متينة".

ما هي المازوشيّة؟
بعدما أوقعها بغرامه ولم تعد قادرة على العيش من دونه، تملّكته هي من خلال الجنس، لبّت رغباته وتفاعلت مع هوّاماته الجنسيّة فاستحوذت عليه. لكن كيف تُفسّر هذه العلاقة وما هي الأسباب التي تقود إلى هذه التصرّفات وهذه الممارسات؟

بين التلذّذ بالتعذيب وتلذّذ العذاب، تفسّر الاختصاصيّة والمعالجة النفسيّة، كوزيت عبّود، الحالة لـ"النهار": "المازوشيّة هي عندما يبحث الشخص عن اللذّة بطريقة منحرفة تشتمل على وجع نفسي كالإذلال أو جسدي كالضرب. هناك نظريّات عدّة لتفسير سبب المازوشيّة، أبرزها تلك التي تقول إن الولد الرضيع يكون في حالة انصهار مع والدته ولا يمتلك هويّة مستقلّة، يكون متلقياً من والدته، وعندما تغيب عنه لطارئ ما يتولّد لديه شعور بالعذاب والوجع من دون أن يتمكّن من التعبير عنه. بعد أن يكبر يبحث عن علاقة مع فتاة تعيده إلى الفترة السابقة، فترة الانصهار مع والدته، فيختار الشخص الذي يريد أن يعذّبه ويجري معه عقداً، فيستعيد وجود والدته ويتحكّم بالغياب وتكون تلك العلاقة مصدراً للشعور بالوجع والألم الذي عاشه في صغره. كما قد يكون هناك أسباب أخرى للمازوشيّة مثل تعرّض الفرد لهذا النوع من العلاقات الساديّة، ما يولّد لديه انحرافاً، وعندما يكبر يعيد التجربة ليستمدّ اللذة الخاصّة به من خلال تعذيبه من شخصٍ ثان".

وليتقبّل الطرف الثاني هذه العلاقة تقول عبود: "يستطيع الطرف الثاني في العلاقة أن يرفضها، ولكن عندما يقبل بها فذلك قد يدلّ إلى وجود انحراف معيّن، فيصبح هو السادي الذي يتلذّذ بتعذيب الآخر. وقد يكون التعلّق الكليّ بالآخر والاعتماد عليه سبباً لتقبّل هذه العلاقة خوفاً من خسارته. أو لأن هذا الشخص يحاول التمثّل بالأمّ التي ولّد غيابها وجعاً في نفسه، فيعذّب الآخر ليشعر باللذة".

وعن العلاج وإمكان الشفاء من المازوشيّة تردّ عبود: "لا يستطيع الإنسان تخطي المازوشيّة بمفرده من دون مساعدة ومتابعة نفسيّة وتحليليّة. المازوشيّة والساديّة لا يكمّلان بعضهما بعضاً ولا هما أضداد، وإنّما يسيران معاً لأن المازوشي بحاجة إلى آخر سادي للوصول إلى اللذة والعكس صحيح".